فن الدبلوماسية.. وكاريزما المرأة العربية (2)
يعتبر المجتمع العربي بكافة أديانه مجتمعًا محافظًا بصورة عامة على العادات والتقاليد العربية الأصلية سواء للدين الإسلامي الحنيف أم الدين المسيحي أو بقية الأديان الاخرى كونه يقع ضمن بودقة العالم العربي الذي يتميز برساخة وأصالة العادات المتعمقة في جذور التاريخ رغم بعض الشروخ هنا وهناك. تمثل المرأة العربية جوهرة هذا المجتمع في خصالها وتحملها المسؤولية الكبيرة في مجتمعها مما كانت وظيفتها في أسرتها أو مجتمعها وتعاملها مع الغير في كل المجالات.
المرأة العربية يحكمها كثير من العادات والتقاليد العربية الأصلية تحت مظلة الدين الإسلامي الحنيف لذلك عليها عدم الانصياع وراء صحيات الغرب من عادات وتقاليد بعيدة كل البعد عن واقعنا العربي والإسلامي، خاصة في مجال الملابس والماكياج والإكسسوارات وغيرها من الامور الصورية التي وصلت لنا من الغرب. كاريزما المرأة العربية تستند بالدرجة الاساس بالحصول على أعلى درجات الثقافة المجتمعية والتحصيل الدراسي المتميز لتخدم شخصيتها ومستقبلها ومن ثم المجتمع الذي تتواجد فيه. يؤكد علماء الاجتماع وعلم النفس التربوي ضرورة تغذية الدماغ اولًا ومن ثم الانصياع إلى الأحاسيس والمشاعر لأن الاثنان هم مكملان للبعض.
مقال اليوم يُبين لنا بعض فقرات كاريزما المرأة العربية بفن إتيكيت استخدام العطور بصورة عامة والذي يعتبر من العادات والتقاليد السائدة في المجتمع العربي وهو من أهم سمات شخصية المرأة العربية والتي تعكس ثقافتها وجمال روحها. العطور ومنذ العصور القديمة هو هدية ثمينة في نفوس الجنسين وهي اللغة التي تُعبر عن مشاعر المحبة والاحترام بين المرأة والرجل أو بين الأصدقاء، ولكن أثبت الدارسات الاجتماعية والمدارس الدبلوماسية الغربية المتخصصة بفن الإتيكيت أنه من الخطأ الشائع إهداء العطور لكلا الجنسين ولعدة أسباب منها: لا نعرف ذوق الشخص المقابل/ نوع وماركة العطر الذي يحبه المقابل/ نوع المناسبة التي تم تقديم العطر فيها.
توضح لنا الشركات المتخصصة بأنواع العطور بان نوع وقوة العطر يعتمد كليًا على نسبة التركيز والمواد الاخرى التي تدخل ضمن التركيبة العطرية وهناك عدة أنواع للعطور وهي: (بارفيوم Parfum نسبة التركيز 25%/ أو دي بارفيوم Eau de Parfum نسبة التركيز 15% / أو دي تواليت 10% Eau de Toilette/ أو دي كولونيا Cologne Eau de 5% / أو فريش Eau Fraiche 5%، لذلك فإن العطر يعتبر حسب آخرنظريات المدارس الدبلوماسية بأنه يعتبر من خصوصيات المرأة ولا يتم إهداء العطر للمرأة الا إذا كنت تعرف نوع العطر الذي تحبه أو تستخدمه، ولأن المرأة العربية تواكب آخر ماركات المتواجدة في السوق ويعتبر ذلك من شخصيتها وكذلك التباهي أمام الجميع.
هناك بعض النقاط الواجب مراعاتها بخصوص العطور بصورة عامة لكلا الجنسين وأهمها: تجنب إهداء العطور إلى كل من /الكادر الدبلوماسي بكل درجاته ولأي مناسبة كانت/ رجال الدين/ كبار الشخصيات الذين تلتقي فيهم للمرة الأولى/ العسكريين/ مرضى الجهاز التنفسي ومن لديهم مشاكل الحساسية في الجلد.
ولاستخدام العطور لكلا الجنسين إتيكيت خاص به وهو؛ استخدام كمية العطور بقدر قليل جدًا وهادئة عند زيارة المريض/ حضور عزاء/ أماكن العبادة/ أماكن العمل/ زيارة الأصدقاء/ حفلات الشاي الصباحية/ مقابلات العمل.
أما أماكن رش العطور من المستحسن خلف الاذن أو على الأشياء المعدنية مثل الساعة/ الخاتم/ الحقيبة اليدوية وليس على الملابس أو بشرة الوجه أو الايدي بسبب أن أغلب العطور هي زيوت أساسية تخلط فيها كمية من الكحول والميثانول قد تؤثر على الصحة العامة لذلك تجنب وضعها على الوجه والمناطق القريبة من العين، تجنب ترك العطور في السيارة أو الأماكن الحارة أو المقفلة/ تجنب وضع العطور القوية في أماكن العمل أو لقاء الأصدقاء لأن كثير من الناس أذواقهم تختلف عن ذوقك.
العطور تقسم إلى عدة أنواع في الاستخدامات منها؛ صباحية/ أماكن العمل/ مسائية/ للحفلات/ الاعراس/ والسهرات الليلة كما تلعب نوع البشرة الدهنية أو الجافة دورًا اساسيًا بالاحتفاظ بقوة العطر وليس من الذوق العام استخدام العطر أمام الجميع وعلى مرئ من الجميع وعلى المرأة العربية عدم الانقياد وشراء العطور المقلدة أو الرخيصة أو غير معروفة المنشأ لما لها من أضرار صحية بالإضافة إلى قلة الفعالية للغرض المستخدم والانتباه إلى تاريخ الصلاحية والمواد الثانوية المخلوطة مع العطر الاصلي ونسبة التركيز قبل الشراء والماركة المستخدمة خاصة نحن الآن في أسواق تعج بالعطور المقلدة لجميع الماركات.
على أن نتطرق في المقالات القادمة إلى أهم فنون الإتيكيت التي تحتاجها المرأة العربية في عصرنا الحديث في ظل السرعة التكنولوجية المتجددة في حياتنا اليومية والمتأثرة فيها.
دبلوماسي سابق


















